عرض خاص لمقال اوريانا فالاتشي

الصحافية الإيطالية أوريانا فالاتشي تصب أحقادها على العرب والمسلمين

الـغـضــب و الفــخــار نص خاص تحت هذا العنوان كتبته فالاتشي لصحيفة كورييري ديللا سيرا ، كبرى صحف إيطاليا بتاريخ 29 سبتمبر 2001 و نشر في ملحق داخلي قوامه 4 صفحات .

إعداد سمير القريوتي

مقدمة

أوريانا فالاتشي ، صحافية إيطالية تبلغ من العمر حاليا 70 عاما ، كانت تعمل لعدة مجلات وصحف أهمها مجلة أوروبيو التي توقفت عن الصدور في مطلع الثمانينات. ولدت في فلورنس ( عاصمة أوروبا الثقافية ) وعاشت هناك و كانت من أول نساء الصحافة الإيطالية التي امتهنت مهمة المراسل ” الحربي ” و عملت في مناطق ساخنة عدة خاصة فيتنام طوال حقبة الستينيات وتابعت لتلك المجلة كما أذكر أحداث الشرق الأوسط من الثورة الفلسطينية حتى حرب الخليج الثانية و اختصت لفترة معينة في قضية اليونان بعد انقلاب الجيش اليوناني على الملك قسطنطين و نفعتها تلك الفترة حين تعرفت في تلك الحقبة على بعض رموز المقاومة ضد ” الفاشية اليونانية ” أي قادة أحزاب اليسار و استغلت علاقتها الشخصية مع أحد زعماء المقاومة حيث دار حديث تلك الأيام عن قصة غرام بينهما لكنها استثمرت تلك ” التغطية الصحفية و العلاقة الشخصية ” لتلميع صورتها و اكتساب الشهرة أمام الرأي العام الإيطالي( آنذاك ). تكتب فالاتشي بطريقة بارعة و تستخدم لغة متقدمة وسهلة في آن واحد كونها أولا من فلورنس موطن اللغة الإيطالية الحقيقي و ثانيا لمهارتها في استخدام القلم. طرحت نفسها طوال الأعوام الثلاثين الماضية و في ظل الظروف السياسية الداخلية في إيطاليا على أنها يسارية وتقدمية و من ” أبطال المقاومة ” ضد الفاشية حين كانت فتاة في مقتبل العمر. قدر لي شخصيا في تلك الحقبة أن أتعرف على بعض أبطال المقاومة الحقيقيين في تلك المنطقة والذين أكدوا لي عام 1971 و لأكثر من مرة أن قصة أوريانا هذه مع المقاومة ضد الفاشية ما هي سوى نصب واحتيال وتلفيق إذ أنها قامت مرة واحدة في عمرها بتوصيل رسالة نقلتها على دراجة هوائية من منزل في فلورنس إلى منزل آخر دون أن تعلم بمحتويات الرسالة وكلفت بالمهمة من أحد أفراد عائلتها إلى أحد قادة المقاومة ضد الفاشية لا أكثر ولا أقل، علما بأن مئات الفتية والفتيات كانوا يمارسون هذه المهمة أو مثلها أثناء وجود القوات النازية في إيطاليا . منذ نهاية الستينات و أوريانا فالاتشي لا توفر العرب و في كل كتاباتها كمراسلة للصحافة الإيطالية كانت تجري مقابلات صحفية ثم تعود و لا تنشر منها سوى القليل وتفضل سرد انطباعاتها الشخصية والموالية لإسرائيل أو تذم فيها جوهر العرب و ثقافتهم و حضارتهم أي أنها كانت تستخدم قوالب الدعاية الصهيونية بطريقة مفرطة وتبالغ في توجيه شتائم وأوصاف لا تذكر في وصف شخصيات القادة العرب دون استثناء حتى أنها اتهمت بعضهم بالانتماء للجنس الثالث ووصفت في مقالات مفزعة حب هؤلاء ” للغلمان ” و قالت أنها تملك إثباتات على ذلك من خلال ملاحظاتها الشخصية لتصرفات هؤلاء القادة أثناء المقابلات الصحفية معهم. و اختفت أوريانا عن الأنظار لفترة طويلة حين انتقلت إلى نيويورك و عادت إلى الظهور مرة أخرى في أغسطس عام 1990 حين نشرت مقالا شبيها بهذا و في نفس الصحيفة ( كورييري ديللا سيرا منذ 20 عاما بيد اللوبيات الموالية لإسرائيل و هي الآن من أملاك عائلة أنيللي التي تملك مجموعة فيات و عدة صحف أخرى مثل لا ستامبا في تورينو ) و جاء المقال بعد أسبوعين من غزو العراق للكويت و كان المقدمة لروايتها الشهيرة وسيئة الذكر التي نشرت بعد المقال بخمسة أشهر أي رواية ” إن شاء الله ” ، كان هدف هذه الرواية الوحيد والتي استقت وقائعها من حرب لبنان ضد الغزو الإسرائيلي عام 1982 و تواجد القوات الدولية بعدها في بيروت هي القول أن العربي إنسان غير مقاتل و لا مبدأ له و لا يليق به حتى وصف الجندي لأنه مجرم بالفطرة وكذاب و مخادع و محتال و باحث عن اللذة الرخيصة على حساب المبدأ و نالت في تلك الرواية من الدين الإسلامي بأشنع صورة و باعت ملايين النسخ من تلك الرواية التي نشرتها باللغة الإنجليزية أيضا . أصيبت فالاتشي بمرض السرطان في نهاية الثمانينيات و انتقلت للعيش في مانهاتن كي تعالج هناك و المرة الوحيدة التي ظهرت فيها بعد رواية ان شاء الله كانت نصا مقتضبا عن إرادة التصميم لديها حيث ” هزمت المرض الخبيث و لم يقتلها ” كما فعل مع الآخرين . في كل كتاباتها و على قلتها ( عدا المقالات الصحفية و كتاب مقابلة صحفية مع التاريخ ) أشارت فالاتشي باستمرار إلى أنها ملحدة و هي فخورة بهذا الإلحاد و بما أن الموضة في إيطاليا كانت لسنوات طويلة المجاهرة بالابتعاد عن الدين فقد كانت توجه أحيانا انتقادات لاذعة للكنيسة أو الفاتيكان خاصة قبل وصول البابا يوحنا بولص الثاني بابا الفاتيكان الحالي إلى الكرسي الباباوي و بعد ذلك لا نذكر أنها تطرقت إلى هذا الموضوع سوى في مقالها الأخير حيث لا يدري المرء هل هي في طريقها للتوبة أم أنها تنافق كذريعة لضرب الإسلام حين تدافع عن الكنائس و المسيحية بالرغم من إعادة تأكيد إلحادها و عدم إيمانها بأي دين . في مقالاتها تستخدم أوريانا الكثير من الكلمات النابية و هي تعاير السياسيين عادة برجولتهم و بكلمات واضحة إشارة للأعضاء التناسلية و لا تكترث بشيء فيما يشبه عقدة النقص لأنها تحاول باستمرار أن تصور نفسها بأنها ” أرجل من الرجال ” خاصة عندما تتحدث عن العرب والمسلمين والرغبة الجامحة لديها بضرورة ضربهم بقسوة و ” رجولة ” لا تتوفر لدى ساسة الغرب و إيطاليا ( في الوسط الصحفي الإيطالي كان هناك تندر حول اشارات اوريانا الجنسية هذه لا سيما اثناء تغطية حرب الخليج الأولى ، لمن يعرف بكواليس الصحفيين هنا مثلي ). هذا المقال الجديد و كما يتضح من تقدمة رئيس تحرير كورييري ديللا سيرا هو تمهيد لاصدار رواية جديدة تحت عنوان ” الغضب و الفخار ” و يتعلق مرة أخرى بالعرب والمسلمين أي مثل الرواية الأولى والوحيدة و الذي قد يكون أبرز عمل روائي في مطلع الألف الثالثة كما يقول أنصار هذه الصحافية التي تدافع عن الأميركيين و الغربيين عامة بطريقة غريبة و كأنها وصية على ماضيهم و حاضرهم و مستقبلهم و تدغدغ بذلك مشاعر أعداء العرب في كل مكان. (( سمير القريوتي )) رئيس تحرير كورييري ديللا سيرا فيروشو دي بيرتولي كتب تقدمة للمقال هذا ملخص لها : أوريانا فلاتشي بهذا النص الغير عادي والاستثنائي حقا تخرج عن صمت استمر زهاء عشر سنوات . سنوات طويلة جدا . أشهر كاتبة لدينا ( هي تصر على صفة الكاتبة و لا تتلفظ بكلمة صحافية ) تعيش القسم الأعظم من كل سنة في مانهاتن . لا ترد على الهاتف و نادرا ما تفتح الباب و لا تخرج سوى القليل جدا و لا تمنح مقابلات صحافية وحاول الجميع ذلك ولم ينجح أحد. إنها منعزلة. بعد الحادي عشر من سبتمبر صدمة الحدث بذاته قلبت هدوء هذه الناسكة .. فتحت الباب عن غير عادة وألقت بنظرة عذبة و مفترسة معا. أوريانا تعكف منذ سنوات على عمل أدبي هام جدا ينتظره العالم قاطبة و تعيش بين أكوام الوثائق المتناثرة بفوضى واضحة. طلبت منها بعد ذاك الثلاثاء وريقات عن مشاعرها وأفكارها و هي التي قالت قبل سنوات ” من كل تجربة أترك أشلاء من روحي ” و هذا صحيح .. نعم وأكثر من صحيح .. أفكار قوية متدفقة لا بد من محاكاتها والتفكير بها في هذا المقال الذي ننشره اليوم و تتحدث فيه عن : أميركا ، إيطاليا ، العالم الإسلامي و عن الوطن ( و يا للدهشة عما قالته عن الوطن ) . إنها شتائم وآراء في نفس الوقت تقطر من العقل والقلب بل من العقل عبر القلب .و قالت أوريانا : ” كان لا بد أن يقول أحد الناس ما قلته هنا. أنا قلت كل هذا والآن اتركوني بسلام فالباب مغلق من جديد و لا أرغب في فتحه ” هكذا رددت أوريانا بانزعاج و أبرزت مخالبها .. المقال سوف يثير الجدل بالتأكيد وأي جدل …. عرض موجز للمقال : نص مقدمة المقال : وصفت أوريانا مشهد العاملين في برجي نيويورك هم يتساقطون طلبا للنجاة : تجمدت كالثلج بل عقلي أصيب بجمود الثلج . في حروب عدة شاهدت القتلى و في المكسيك نقلوني إلى غرفة الموتى ظنا منهم أنني قتلت ولم أصاب بهذا التجمد من جراء الهلع . لن يعلن الأميركيون إطلاقا عدد الموتى حتى لا يشجعوا أسامة بن لادن على عمليات أخرى تشبه يوم القيامة كهذه . الفقرة رقم 1 : ما هو شعوري تجاه الانتحاريين ؟ أنا لا أحترمهم و لا أشعر بالشفقة أو الرحمة نحوهم . أنا لم أعتبر في حياتي الانتحاري الذي يقتل آخرين بموته بمثابة جندي و لا اعتبرهم لا شهداء و لا أبطال . كما وصفهم لي وهو يبصق نحوي السيد عرفات الذي يتحدث وهو يبصق لعابه على الآخرين ( كما وصفهم لي عندما قابلته في عمان عام 1972 عندما كان جنرالاته يدربون إرهابيي بادر مانهوف ) . الانتحاريون ليسوا سوى فاشلين عدميين يبحثون عن المجد في موتهم و موت الآخرين دون مقابل و همهم فقط الحصول على الإعجاب بعد موتهم . أما الانتحاريين الذين يصلون لله فهم يبحثون عن مكان في الجنة التي يتحدث عنها القرآن: نعم تلك الجنة التي ينكحون فيها الحوريات .. و أنا أراهن أنهم فاشلون جسديا أيضا .. تحت عيني صور اثنين من الانتحاريين الذين حدثت قصتهم في روايتي إن شاء الله .. أقصد صورة الاثنين اللذان نفذا العمليتين ضد الثكنة الأميركية والثكنة الفرنسية في بيروت .. لقد التقطا الصورة قبل أن يذهبا إلى الموت .. أنظر جمال قصة الشعر … يا للشاربين المنفوخين قصدا .. يا لهذه اللحية اللامعة و سالف الغواية ( تقصد لجذب الرجال ) . لا أدري كيف يتحرق السيد ياسر عرفات لسماعي اليوم و الجميع يعلم أن الأمور سيئة بيننا فهو لم يغفر لي أحكامي عليه التي وردت في كتابي – مقابلة صـحفية مع التاريخ -. و بعد أن صبت جام غضبها على الرئيس الفلسطيني وتصورت كيف ستصرخ في وجهه اليوم لتفهمه من هو الشهيد و من هو البطل في نيويورك قالت : المصيبة أن عرفات يتصرف كرئيس دولة طويلة الديمومة و كملك و يلتقي مع البابا رسميا و يقول أنه لا يحب الإرهاب و يبعث بالتعازي إلى بوش و هو قادر تماما على أن يقول لي : معك حق يا أوريانا .. لنغير الحديث فأنا مريضة جدا كما هو معروف و مجرد فكرة الحديث مع عرفات تزيد من درجة حرارتي . الفقرة رقم 2 : البلدان الديمقراطية عادة قابلة للاختراق و غير محصنة أمام الإرهاب . في بلدان مثل الاتحاد السوفياتي و الدائرة في الفلك السوفياتي و في الصين الشعبية تشعر أكثر بالأمن . في ليبيا القذافي ، العراق ، إيران ، سوريا ، لبنان العرفاتي ، مصر والسعودية وأسامة بن لادن واحد من مواطنيها و في الباكستان و في أفغانستان و في كل المناطق الإسلامية في إفريقيا أي كل هذه البلدان الغير ديمقراطية تعتبر محصنة و غير قابلة للاختراق مثل أميركا و أنا في مطارات و طائرات هذه البلدان تنقلت وسافرت بأمان و دون قلق اللهم الخوف من الاعتقال لأنني كتبت دائما ضد الإرهابيين . و بعد أن حللت مخاوفها من حدوث عمل مروع في أميركا قالت أن المسألة لم تكن ” كيف ” ستجري هذه العملية إنما ” متى ” و أشارت إلى الحرية المطلقة في أميركا للسكن والإقامة والعمل و إلى امتزاج كل الأعراق في المجتمع الأميركي : في أميركا هناك 24 مليون أميركي أصلهم من العرب المسلمين و عندما يأتي أي مصطفى أو أي محمد من أفغانستان مثلا ليزور ابن عمه لا أحد يمنعه من التسجيل في مدرسة للطيران أو التسجيل في الجامعة ( أرجو أن تتغير هذه الإجراءات ) .. من الطبيعي أن يتمكنوا من ضرب أميركا بهذه الطريقة …. و أين ضربهم صاحب النيافة أسامة بن لادن ؟ في ناطحات السحاب و البنتاغون .. و كيف ضربهم ؟ ..بالطائرات و العلم والتكنولوجيا .. بن لادن لم يتفرغ للنساء في آخر لحظة .. و بدلا من مغازلة الأميرات الشقراوات و التمايل رقصا في علب الليل ( كما كان يرقص في بيروت و هو في العشرين من العمر ) فها هو يتسلى بقتل الناس باسم محمد و الله . الفقرة رقم 3 و الفقرة رقم 4: خصصتهما بالكامل للإشادة ” بوطنية ” الأميركيين التي لا مثيل لها في العالم وتمنت أن يذهب عمد إيطاليا برؤوس ” مطأطئة ” كي يتعلموا من عمدة نيويورك و الرئيس بوش كيفية خدمة الناس في أيام المحن و قالت لو أن بن لادن يقرر بعد فترة ضرب برج بيزا أو برج جوتو لسارعت المعارضة الإيطالية بتحميل المسئولية للحكومة ولقامت الحكومة بتحميل المعارضة المسئولية و خلصت إلى وصف ساسة إيطاليا بأنهم عبارة عن ” تنابل يمتهنون السياسة ” و في نهاية الفقرة الثالثة قالت : ” هناك فرق كبير بين بلد ترفع فيه الأعلام الوطنية بمناسبة مباراة لكرة القدم و بلد يرفع به الشعب بأسره علم الوطن ، و هناك فرق بين بلد يقوم عماله بالحفر بين أنقاض المباني لاستخراج اذن ممزقة أو أنف مقطوعة ممن ماتوا جراء مذبحة أولاد الله و بلد يحفر به العمال لاستخراج القهوة المطحونة ” . و في الفقرة الرابعة عادت إلى الثورة الفرنسية و ما أخذته الثورة الأميركية عنها من مباديء و قالت أن أميركا والمثال الذي تقدمه للعالم اليوم هي التي حررت ” الدهماء ” أو عامة الشعوب منذ أن تكونت الولايات المتحدة و قالت أن فيتنام نفسها ضاقت ذرعا بمعاداة أميركا واستقبلت رئيس سابق للولايات المتحدة بكل صور البهجة والترحاب و خلصت إلى القول : ” المصيبة أن الفيتناميين لا يعبدون .. الله .. و المعركة مع أولاد الله ( تقصد بهذه العبارة نسخ شتيمة دارجة شعبيا في ايطاليا هي أولاد الـشــ……) ستكون معركة أصعب وأطول إلا إذا وقفت بقية بلدان الغرب دون أن تبول بسروالها جراء الخوف إلى جانب أميركا لتشد من أزرها ” . الفقرة رقم 5 : أنا لا أتحدث للضباع في الغرب الذين يستمتعون بمشاهد ركام أميركا ويقولون لبعضهم : تستحق أميركا هذا وأكثر .. أنا أتحدث للناس الغير أغبياء و الغير أشرار و أقول : تحركوا .. انهضوا يا ناس من سباتكم وتحركوا ضد التيار و لا تخافوا من الظهور بمظهر العنصريين ( لا أعتقد أن العنصرية واردة هنا لأنها مسألة دينية ) ألا تفهمون أو لا تريدون الفهم أننا أمام حملة صليبية معكوسة.أنتم تعودتم على الازدواجية إياها ألا تفهمون أو لا تريدون الفهم أننا نخوض حربا دينية أعلنها فصيل من تلك الديانة ( الإسلام ) و هم يسمونها الجهاد.هم لا يريدون السيطرة على أراضينا انما السيطرة على نفوسنا و روحنا و هم يريدون اختفاء حريتنا وحضارتنا إلى الأبد . هم يريدون إبادة طريقة عيشنا و موتنا .. طريقة صلاتنا أو عدم صلاتنا ، طريقة أكلنا و شربنا و لباسنا و متعتنا و إعلامنا .. ألا تفهمون أو لا تريدون الفهم أنه إذا لم يتم الاعتراض والدفاع والقتال فسوف ينتصر الجهاد و يدمر هذا العالم الذي شيدنا و استطاع أن يغيرنا ويجعلنا أكثر ذكاء و أقل تخلفا . إذا انتصر الجهاد فسوف يدمر ثقافتنا و فنوننا وعلومنا و أخلاقياتنا وقيمنا وفرحتنا .. رحماك يسوع .. ألا تدركون أن عشرات بن لادن يعتقدون أن لهم الحق في قتلكم وقتل أطفالكم لأنكم تشربون النبيذ والجعة ، ولأنكم لا تربون اللحى الطويلة و لا ترتدون الشادور ، ولأنكم تترددون على المسرح والسينما و لأنكم تسمعون الموسيقى وتطربون بترداد الأغنية و لأنكم ترقصون في المراقص و في البيت وتشاهدون التلفزيون و لأنكم تذهبون إلى البحر وتسبحون عراة أو أنصاف عراة و لأنكن تلبسن التنورة القصيرة والسروال القصير و لأنكم تنكحون متى تريدون ومع من تريدون و أينما تريدون و كما يحلو لكم .. ألا تكترثون حتى بهذا ( النكاح ) أنكم أغبياء حقا بل مخبولون. أنا ملحدة والحمد لله و لن أدعهم يقتلوني لهذا السبب ” . ووجهت ” صرخة ” أخرى من أنها قالت هذا الكلام و أطلقت هذا التحذير منذ عشرين سنة وعلى صفحات هذه الجريدة وسألت كما فعلت سابقا : ” لماذا نحترم من لا يحترمنا وهل لهذا أي معنى ؟ لماذا ندافع عن ثقافتهم أو ما يسمى بثقافتهم و هم يحقرون ثقافتنا ؟ .. أنا كافحت في جدل طويل مع أولئك الذين لم يشموا الرائحة الكريهة للجهاد المقبل و مع من كان يغفر لأولاد الله هؤلاء .. أنا أريد الدفاع عن ثقافتنا وأعلن أنني أحب دانتي اليجييريه أكثر من عمر الخيان ( الخيام تقصد ) . ” و أوضحت أن خلافها كان مع اليسار الإيطالي الذي شتمها ووصفها بالعنصرية حتى عندما كتبت عن الغزو السوفياتي لأفغانستان حيث كان الملتحون يطلقون المدافع على صدى عبارة الله أكبر : .. و كلما سمعت هذه العبارة كلما اقشعر بدني .. كنت أخال نفسي في القرون الوسطى و مع ذلك و مع أن اليسار كان يهاجمني كنت أقول أن السوفيات فعلوا خيرا بغزو أفغانستان بالرغم من معرفتي للسوفيات لأنهم عندما شنوا تلك الحرب فإنما فعلوا ذلك دفاعا عنا وأنا أشكرهم حقا .. يومها صاح اليساريون أنت عنصرية .. عنصرية ولأن بصيرتهم العمياء تفوقت على العقل لم يسمعوا مني عن وحشية أولاد الله ضد الأسرى العسكريين حين كانوا يقطعون أوصالهم بالمنشار و هو نفس الأسلوب الذي استخدموه في لبنان مع الأسرى المسيحيين واليهود. حتى الأميركان لم يسمعوا مني وكانوا يدافعون عن الشعب الأفغاني البطل ويدربون الملتحين و الملتحي الأكبر بن لادن ” . وواصلت تناشد الغربيين : ” خرج السوفيات من أفغانستان ووصل أصحاب اللحى من جماعة بن لادن إلى نيويورك و معهم وصل وبدون لحى الكثير من السوريين والمصريين والعراقيين واللبنانيين والفلسطينيين والسعوديين أو عصابة التسعة عشر الذين دمروا البرجين … هل أنتم مسرورون الآن ؟ الأمور أسوأ فاليوم يتحدثون هنا عن أسلحة الحرب الكيماوية والجرثومية والنووية التي سيضربون بها و يقولون أن المذبحة القادمة واقعة لا ريب فيها و العراق يزود المادة الخام و هم يوزعون الأقنعة وحقن التطعيم و الجميع يسأل متى الضربة فهل أنتم مسرورون ؟” و بعد أن هاجمت اللامبالين لأن أميركا بعيدة قالت أن تهديد مصير نيويورك يعني تهديد مصير الغرب برمته و إن انهارت أميركا فمعنى ذلك انهيار الغرب برمته : ” ساعتها سنرى المؤذن بدلا من برج الكنيسة و الشادور بدل التنورة القصيرة و حليب الناقة بدلا من الكونياك .. ألا تفهمون . ” ثم أكملت بقية الفقرة بتوبيخ سيلفيو بيرلوسكوني لأن كل دول الغرب دون استثناء اكتشفت خلايا واعتقلت العشرات من أولاد الله إلا إيطاليا لأن السلطة فيها غير شجاعة وتضع قدما واحدة في حذائين دائما وأبدا وهذه مأساة حسب وجهة نظرها . الفقرة رقم 6 : قالت فيها أنه بعد أن دمر أولاد الله نيويورك أخذ خبراء الإسلام يحاولون إقناعها بأن : ” و مع الصلاة على محمد فإن القرآن يدعو إلى المحبة والسلام والعدل وهاهو بوش نفسه يقول ذلك .. مسكين بوش فهو يريد تهدئة 24 مليون مسلم و إقناعهم بالوشاية و رواية ما لديهم من معلومات عن أتباع بن لادن . لكن كيف نتصرف حيال مبدأ العين بالعين والسن بالسن ( تقول أن أصل المبدأ هو الإسلام ) و كيف نتعامل مع الشادور و كيف نتعامل مع تعدد الزوجات حيث للناقة قيمة أكبر من المرأة لديهم و حيث لا يسمح للمرأة بالدراسة والذهاب إلى الطبيب ” . بعدها انتقلت للمقارنة بين الثقافتين وأخذت تصوب سهامها نحو المهاجرين المسلمين في الغرب وتقول أنهم أول أفواج الحملة الصليبية و بعد أن عددت تجاربها مع وحشية المسلمين المزعومة وكيف يقطعون الرؤوس قالت : ” عندما ذهبت لإجراء مقابلة مع آية الله الخميني وكنت قد طليت بالأحمر كعادتي أظافري عاملوني هناك كمومس لا أكثر و كادوا أن يحرقوني حية ” ثم روت كيف كان عليها أن تخلع سروالها لارتداء العباءة ووصفت واقعة خلع الملابس وكأنها في مرقص تعري ثم خلصت إلى أن المترجم نصحها بعدم تغيير ملابسها في السيارة كما كانت تريد لأنها ستنال حكما بالإعدام على ذمتها. ( صديقي المبعوث الخاص لجريدة ايطالية مرموقة اعترف لي قبل ان يموت عن هذه المقولة : كذابة اوريانا في كل كلمة حول هذه القصة وكذبت في كلماتها الخمسين حوالى مئتين مرة ، طما افاد مترجم الخميني عدة صحفيين ايطاليين بما جرى في المقابلة ). وبعد أن شتمت آية الله الخميني ووصفته بأنه يحمل عقل طفل صغير انتقلت إلى مجيب الرحمن في دكا وقالت أنه أمر حرسه بقتلها .. إلا أن كولونيل انجليزي أنقذ حياتها و بعد ذلك قالت : .. كيف لا أتذكر ذاك الفلسطيني المدعو جورج حبش والذي صوب مدفعه الرشاش نحو رأسي لمدة عشرين دقيقة .. يا إلهي ما طينة هذه الناس .. العلاقات الطيبة الوحيدة التي ربطتني مع أناس من هناك كانت فقط مع علي بوهوتو رئيس وزراء باكستان والذي شنقوه لأنه صديق للغرب و مع الملك الشاطر جدا حسين ملك الأردن و لكنهما كانا مسلمين مثل ما أنا كاثوليكية ( أي لا علاقة لهما بالإسلام على حد زعمها ) . الفقرة رقم 7 : بدأتها على هذا النحو حرفيا : ” أنا لا أذهب لنصب خيمة في مكة ( استخدمت تعبيرا جنسيا بذيئا ) أنا لا أذهب لأنشد عبارة أبونا والروح القدس والرحمة لماريا أمام قبر محمد ، أنا لا أبول على رخام مساجدهم و لا البراز تحت مآذنهم . عندما أتواجد في بلدانهم ( لا أسعد بذلك إطلاقا ) لا أنسى أنني ضيفة وأجنبية . أحرص على عدم جرحهم بطريقة لباسي أو حركاتي أو تصرفاتي و التي قد تكون بالنسبة لنا عادية وقد تكون في نظرهم غير جائزة . أنا أعاملهم باحترام و بأدب وأعتذر إن بدر مني نسيانا أو جهلا ما يخرق نظمهم .” و قالت أوريانا أن صرخة الألم هذه كتبتها للجريدة وفي عينيها مأساة نيوريورك و في مخيلتها تلك الصورة التي تبعث على الغضب لصورة خيمة المسلمين الصوماليين في قلب ساحة كاتدرائية فلورنس مدينتها . فيما تبقى من الفقرة وصفت بأسوأ الصور كيف “دنس ” المسلمون هذه الكنيسة الرائعة التي تعتبر من روائع الفن المسيحي و كيف ملئوا الساحة بالقاذورات و استغلت الواقعة لتصب كل ما عندها من أوصاف قبيحة على المهاجرين المسلمين في إيطاليا . ” نصبوا خيمة و قاموا بتأثيثها مثل أي شقة : مقاعد ، مناضد صغيرة ، أوعية ، فراش للنوم والنكاح ، وبعض الأفران لطهي الطعام و تسميم الجو بروائحه الكريهة و بفضل جهل شركة الكهرباء الوطنية اينيل مكنوهم من تركيب مكبر للصوت ينطلق منه ذاك الصوت القبيح للمؤذن كي يدعو المؤمنين للصلاة ويصم آذان الكفار و يخنق رنين أجراس الكنيسة ” . و استمرت على هذا المنوال و ما بذلته هي شخصيا لرفع الخيمة بعد 3 أشهر من أجمل ساحات مدينتها فلورنس وإزالة القاذورات والأوساخ التي خلفها المسلمون . و استطردت تقول : ” يبدو أن رفع الخيمة لم يغير شيئا في هذه المدينة التي كانت حتى وقت قريب مضى عاصمة الفن والثقافة والجمال و لم يثني خلع الخيمة أولئك المغرورين من ضيوف المدينة عن عزمهم فهاهم : الألبان ، السودانيون ، البنغال ، التونسيون ، الجزائريون ، الباكستانيون والنيجيريون ينشطون في تجارة المخدرات والدعارة والتي يبدو أنها غير محرمة في القرآن . انهم مكان الخيمة التي رفعت من تلك الساحة و إن أراد شرطي مثلا أن ينفذ أمرا بمنع البيع هناك فعليه أن يقول : إذا سمحت يا ابن الله هل لك أن تنتقل أمتارا قليلة إلى الطرف الآخر كي يتمكن المارة من السير هنا.. و ما بعدها لك سوى أن تشاهد كيف يأكلون الشرطي بنظراتهم ” . روت في بقية الفقرة مدى الإهانة التي تلحق بمدن إيطاليا مثل تورينو و فينيسيا وجنوة من تواجد المهاجرين من صنف أولاد الله و اقترحت أنه بدلا من عبارات الشرطة اللطيفة جدا معهم لا بد من مرافقتهم لأول ميناء أو مطار لطردهم دون اعتذار فهم طلائع الحملة الصليبية المعاكسة . الفقرة رقم 8 : أكملت بكيل التهم للمهاجرين المسلمين بتدنيس مدن إيطاليا الجميلة و اعتبرت من يرتاد المساجد بأنه إرهابي و عادت في هذه الفقرة التي ختمت بها المقال إلى الدين المسيحي وتغنت به و بجمال العذراء و قارنت بين عذوبة صلوات الكنيسة وترتليها و بشاعة صوت المؤذن و خاضت ما يشبه الهوس الفكري واللغوي لتوضح أنها ملحدة حتى لو تعوذت أحيانا باسم المسيح والعذراء ثم رسمت صورة إيطاليا المثالية التي تريدها أي إيطاليا نقية من هؤلاء المهاجرين وإيطاليا تشبه الولايات المتحدة في وطنيتها و تستفيد من مخزونها الثقافي الكبير و ختمت المقال بهذه العبارات الموجهة لرئيس التحرير : ” بحنان أحييك يا فيروتشو خاصتي و عزيزي و أحذرك : لا تطلب مني شيئا بعد اليوم سيما المشاركة في جدل أو خناقة لا جدوى منهما . كل ما أردت قوله قلته. الغضب والفخار دفعاني لذلك و الضمير النقي والعمرسمحا لي بذلك والآن أعود لأنكب على العمل لا أريد إزعاجا بعد ذلك .. نقطة و كفى ” . خاتمة العرض ========= يتضح تماما من هذا القليل الذي أشرنا له أن أوريانا فالاتشي وجهت أحقادا دفينة و اتهامات رخيصة وشنيعة بحق العرب والمسلمين و ساهمت في تهييج الرأي العام الإيطالي ضد العرب والمسلمين . الحقيقة أن كل المقال ارتكز على هدم أي فكرة ناصعة في ذهن القاريء عن العرب وثقافة العرب و الإسلام و على تحريض الناس على دعم أي حرب تشن الآن أو غدا على العرب والمسلمين و الموافقة على كل ما تقوم به الولايات المتحدة . برعت أوريانا في اثارة الذعر لدى الناس من إمكانات انتصار الإسلام لأنه يعني إعادة الغرب إلى العصر الحجري و فقدان الغربي لكل الحريات والمستقبل والعيش الهانيء الرغيد . في هذا المقال تجاوزت كل حدود الأخلاق والشرف المهني و حتى الضمير ووجهت إهانات قاسية ربما لكل عربي أو مسلم أينما كان و أيا كان و المحزن في الأمر أن لها قراء بالملايين وهي مرجعية بارزة بالرغم من غيابها الطويل عن الرأي العام الذي يستمتع بأسلوبها المتفوق والسلس والسهل و الشيق . (( انــتـــهـــى))

Rispondi

Inserisci i tuoi dati qui sotto o clicca su un'icona per effettuare l'accesso:

Logo di WordPress.com

Stai commentando usando il tuo account WordPress.com. Chiudi sessione /  Modifica )

Foto di Facebook

Stai commentando usando il tuo account Facebook. Chiudi sessione /  Modifica )

Connessione a %s...