من شان الله فاوضونا حبتين

من شان الله فاوضونا حبتين … ولو بالكذب

. سمير القريوتي / روما

نشرت جريدة الأخبار اللبنانية اليوم الجمعة الموافق 28 يناير خبرا بعنوان كتبه وفصله الزميل رجب المدهون، مفاده أن السلطة الفلسطينية تحاول منع وصم دولة الإحتلال بالفصل العنصري مقابل ثمن معين وهو طبعا سياسي اي مفاوضات بين السلطة وحكومة بينيت الحالية.

في هذا السياق قال المدهون ان مجلس حقوق الإنسان في الأمم المتحدة يستعد لإصدار قرار يصم دولة الإحتلال بأنها “دولة فصل عنصري” او دولة ( أبرتهايد) بسبب ما ارتكبته في حرب مايو الماضي ضد قطاع غزة وعلمت الجريدة أن وزير الخارجية الإٍسرائيلي يائير لابيد بحث الأسبوع الماضي هذا الموضوع مع رئيس هيئة الشؤون المدنية والقيادي في فتح حسين الشيخ وبحسب الجريدة اللبنانية:

” فإن الشيخ عرض على لابيد الإمتناع عن دعم التحركات الجارية في الأمم المتحدة، مقابل تمهيد الأخير الطريق لعودة مسار المفاوضات مع السلطة ، وعدم الاقتصار على دعمها اقتصاديا ، لكن لابيد رفض التباحث بهذا الشأن ولكنه وعد بزيادة التحسينات الإقتصادية لمصلحة رام الله، والعمل على تعزيز مكانتها في الضفة الغربية ومنع انهيارها”.

خلاصة الأمر أن السيد حسين الشيخ عاد:

” وطالب لابيد بعودة جزئية للعلاقات السياسية مع السلطة وعقد لقاء مع الرئيس محمود عباس خلال الأشهر الأربعة القادمة، حتى وإن كان شكليا بهدف اعطاء دفعة لعباس”.

أي شخص عادي يتحرى الدقة ويحاول ان يستعلم ويجمع معلومات عند قراءة خبر بهذه الخطورة مع اليقين ان جريدة الأخبار لم تختلق الخبر انما أوردت معلومات توفرت لها كما ورد في النص. بالنسبة للفلسطيني العادي والملتزم قراءة هذا الخبر لم تكن سهلة لأنه يحمل معلومات صادمة: من هو الذي يخول أي وزير فلسطيني بالتفاوض مع من يحتل أرضه طلبا ” لمفاوضات ” ولو بالكذب و بناء على أي سياسة ستقوم السلطة “بوقف التحرك الدولي لإدانة إسرائيل في موضوع حقوق الإنسان .

الأسئلة كثيرة ولن يكون هناك أي جواب. أنا فتشت وحاولت منذ الصباح الباكر أن أجد نفيا او تكذيبا او تصحيحا للخبر ولكن دون جدوى، هؤلاء القوم لا يكترثون بكل الشعب  الفلسطيني لكي يصححوا خبر، لكن قبل ساعات وأنا أكتب هذه المقالة القصيرة قرأت تصريحا مزلزلا للسيد حسين الشيخ نقلته حرفيا جريدة القدس وجاء فيه

قال عضوا اللجنة المركزية لحركة فتح الوزير حسين الشيخ أن رحيل الإحتلال وقيام دولة فلسطين لن ينتظرا موافقة نفتالي بينيت لأنهما حتمية تاريخية. وأضاف الشيخ، اليوم الجمعة، أن على بينيت أن يعلم أن عدد دول العالم التي تعترف بدولة فلسطين أكبر من عدد المعترفين بإسرائيل، مؤكدا أن الأمن والآمان والسلام والاستقرار لن تكون إلا برحيل الإحتلال وقيام دولة فلسطين. طبعا كلام حسين الشيخ غير صحيح إطلاقا لأن عدد الدول التي اعترفت بإسرائيل ١٦٣ دولة، بينما تلك التي اعترفت بدولة فلسطين ١٣٧ دولة. اسرائيل بتضحك علينا وحسين الشيخ مطالب ان يقرأ بعض الأرقام قبل ان يطلق تصريحات من هذا النوع وقبل ان يستجدي مفاوضات مع بينيت للضحك للمرة الألف على الشعب الفلسطيني بهذه الطريقة العصية على الفهم.

Rispondi

Inserisci i tuoi dati qui sotto o clicca su un'icona per effettuare l'accesso:

Logo di WordPress.com

Stai commentando usando il tuo account WordPress.com. Chiudi sessione /  Modifica )

Foto di Facebook

Stai commentando usando il tuo account Facebook. Chiudi sessione /  Modifica )

Connessione a %s...