سمير القريوتي
اتابع الانتخابات البلدية في الضفة الغربية المحتلة، في محاولة لفهم الحد الأدنى من البعد السياسي للوضع. لمن الجأ للأخبار ووسائل الإعلام.

هل اذهب للصحافة العالمية؟ معلوماتها اقل من الصفر بمليون مرة، هل أذهب الى الصحافة العربية؟ ممنوع عليها التلفظ بكلمة سوقية مثل انتخابات بلدية او ديمقراطية في بلدانها فكيف تتحدث عن انتخابات في فلسطين؟ هل يجوز التحدث عن انتخابات بلدية في فلسطين اليوم الأحد 27 مارس؟ لا طبعا …. اليوم يوم مقدس …. فوزراء خارجية الولايات المتحدة ودولة اسرائيل ومملكة المغرب وجمهورية مصر، رضي الله عنهم جميعا وأرضاهم يجتمعون (ما عدا وزير الخارجية الأردني الذي امتنع في آخر لحظة) وأين في صحراء النقب معززين مكرمين.
بطاقة الاستقبال تمت للوزراء الأكارم حيث قتل فجر اليوم الأحد شاب فلسطيني عمره 28 سنة من بدو النقب في شجار وهو الضحية رقم 20 في خناقات في أراضي 48 منذ مطلع السنة بحسب الشرطة الإسرائيلية، أي ان مستوى الجريمة هناك أكثر من شيكاغو او باليرمو في زمن حروب المافيا.
لا يبقى لي سوى الصحافة الفلسطينية، حتى تزودني بالمعلومات مع اني مواطن فلسطيني (لا يحق له الانتخاب ولا ابداء الرأي لأني غير مسجل مش عارف أين ولماذا … بفضل أوسلو المباركة، الله لا يبارك فيها) .
الصحافة الفلسطينية صفر معلومات، الجهات الرسمية صفر تصريحات، الهيئات المعنية بدون بيانات، الجمعيات المدنية الحقوقية صفر ومليون صفر كلمات.
اطلعت على بعض الفيديوهات أمس وشاهدت مظاهرات بالمئات في جنين وبيتا ومش عارف وين.. وكلهم يطلقون الرصاص من الرشاشات قبل اعلان النتائج. عليم الله طخوا رصاص بما يكفي لتحرير نص أوكرانيا من الاحتلال الروسي البغيض.
في المساء المتأخر قرأت خبر في موقع جريدة القدس تحدث عن بيان لفتح تعلن فيه فوزها الساحق الماحق الداحق في جنين في هذه الإنتخابات. بحثت عن الخبر اليوم ولم اجده في أي مكان ولا أدري السبب وعلى حد علمي ستعلن مفوضية الانتخابات النتيجة ظهر اليوم ولا أعرف مدى صحة هذا الخبر.
كل ما وجدته هو تصريح لمحافظ جنين أكرم الرجوب عن الأسلوب الإقصائي لحماس التي تدعم الانتخابات في فلسطين وتمنعها في مناطقها يعني غزة.
ما واساني هو خطأ بصري بسبب نقص القهوة حين شاهدت عملية بناء منصة لإطلاق صاروخ اسكندر في قلب أريحا المدينة الأعرق في التاريخ.
نعم اليوم في الصحافة الفلسطينية شاهدت هذه الصورة وهي لطبق مجدرة الوجبة الفلسطينية اللذيذة (شاهد الصورة الأولى).
المجدرة قبل صندوق الاقتراع تحت شعار ” بطنك بطنك ولا عقلك ” و ” أكلة أكلة حتى الفزر “. يا خوفي يا خوفي وبسبب العدوان الروسي البغيض اللئيم على أوكرانيا الحبيبة التي جاء بيلكين الى النقب لتحشيد القوى العربية لنصرتها، ان لا نجد بعد شوي لا القمح ولا الحمص ولا حتى مكونات المجدرة من رز وعدس حيث أضعنا الوقت في البحث عن نتائج انتخابات لا تغني و لاتسمن وفضلنا الديمقراطية على العدس وسلامة تسلمكوا وريتو صحتين وعافية كما يقول المثل عندنا.