نصرة فلسطين ولم شمل قواها، قمة عربية فعالة
وحدة ليبيا واستعداد الجزائر لوساطة لحل مشكلة أوكرانيا
ثوابت الجزائر لم الشمل الفلسطيني ووحدة ليبيا والاستعداد للتوسط
بين روسيا وأوكرانيا
مقابلة مع أمين عام وزارة الخارجية الجزائرية، السيد شكيب قايد

أجرى المقابلة سمير القريوتي / روما
يوم الاثنين 28 مارس 2022، ترأس أمين عام وزارة الخارجية الجزائرية السيد شكيب قايد مراسم تكريم الرئيس الجزائري السيد عبد المجيد تبون لرجل الصناعة الإيطالي الراحل إينريكو ماتيي وللصحافي الإيطالي اللامع بييرو أنجيلا الذي تسلم ميدالية أصدقاء الثورة الجزائرية شخصيا، بحضور وزير الخارجية الإيطالي لويجي دي مايو.
السيد شكيب قايد ترأس الجانب الجزائري في محادثات الشراكة الإستراتيجية بين إيطاليا والجزائر على كافة المستويات، والتي ستترجم قريبا في عدة اتفاقيات لتعزيز التعاون الثنائي بين البلدين الصديقين.
طرحنا العديد من الأسئلة على السيد شكيب قايد وهذه محاور حديثه:
حرب روسيا أوكرانيا كارثة ومستنقع والجزائر مستعدة للتوسط: الجزائر تتبع دوما سياسة التوازن وتحاول أن تلعب دور الوسيط. نحن بلد مسالم وتاريخنا يشهد على ذلك، لا نحب العنف لأن له نتيجة واحدة هي الدمار. ففي كل القضايا سواء كانت القضايا العربية أو الدولية، الجزائر تلعب دور إيجابي. اليوم الجزائر تطلب من كل الأطراف احترام الشرعية الدولية، لأنه بدون هذه الشرعية لا توجد امكانية للحل. على الأطراف التحلي بضبط النفس وأقصد بذلك الطرفين الروسي والأوكراني وإذا توفرت إمكانات التوسط فإن الجزائر قادرة أن تلعب دور ايجابي في هذا الإطار.
اواخر الشهر الماضي عقد اجتماع في الجامعة العربية في القاهرة وتقرر الاتفاق على تشكيل وفد عربي للذهاب الى روسيا وأوكرانيا للتوسط بين الطرفين. العرب ككل يحاولوا أن يلعبوا دورا هاما في هذه الكارثة، هذه الحرب كارثة على العالم كله ولا أحد يعلم الى أي مآل تسير. الجزائر من الدول التي ستشارك في هذه المبادرة.
نحن في الجزائر عبرنا عن موقفنا مع الأوروبيين وحتى مع الأميركيين وقلنا إن الجزائر مستعدة للعب دور إيجابي. نحن نطمح أن يكون هناك حل يضمن كرامة كل دول المنطقة ويعطي دور فعال للدبلوماسية، لأن هذا مستنقع قد يجر بلدان أخرى للحرب وهنا يأتي دور الدبلوماسية لنتفادى هذه المشكلة. الجزائر موجودة إذا وهي حاضرة بقوة ونحن على استعداد للعب دور ايجابي وعلاقتنا جيدة سواء مع روسيا أو مع أوكرانيا. نحن مستعدون لمثل هذا الدور.
القمة العربية المقبلة في الجزائر هل تكون من نوع آخر: نحن نتمنى أن تكون القمة العربية القادمة قفزة نوعية في العلاقات العربية – العربية، والجزائر منذ ستة أشهر ومن خلال وزارة الخارجية على اتصال دائم مع العواصم العربية. نحن نعمل من أجل قمة عربية فعالة وصريحة تجعلنا نتحدث في أمورنا وهمومنا وننسق مع بعض ،لتكون النتيجة ليس في صالح الجزائر إنما في صالح كل الدول العربية.
في القضية الفلسطينية نحاول ألا يتم تهميش قضية فلسطين في هذه الظروف العصيبة، خاصة ظروف التطبيع. نحن نرى أن كل دولة سيدة في موقفها وأن كل دولة حرة في موقفها. نحن نفهم ان هناك دول تسير في التطبيع مع الكيان الصهيوني، ودول مثل الجزائر لها موقف واضح وجلي، نحن نقول كل طرف حر لكن ينبغي ألا نضيع القضية الفلسطينية.
يجب العمل على إعادة قضية فلسطين لوضعها على الطاولة، يجب أن تعود فلسطين لتكون القاسم المشترك بين الدول العربية. إذا ضيعنا هذه القضية فإن كل الدول العربية سوف تتفكك.
العمل متواصل والدبلوماسية الجزائرية تعمل كل جهد لتنسق مع الأخوة العرب من أجل أن تكون القضية الفلسطينية موضوع القمة القادمة إن شاء الله.
في هذا الإطار حتى مع الأخوة الفلسطينيين هناك منذ نحو شهرين مبادرة من السيد رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون للم شمل الأخوة الفلسطينيين.
هل هناك احتمالات للتفاهم بين الأطراف الفلسطينية؟: كما قلت هناك مبادرة منذ شهرين مع اخواننا في فلسطين والجزائر تحاول بكل امكاناتها وحنكتها الدبلوماسية وتجربتها لم شمل الصفوف الفلسطينية لإزالة هذا التناقض القائم، إذا كيف نتكلم عن فلسطين على أنها قضية جوهرية للعالم العربي، بينما الأخوة الفلسطينيين مشتتين.
لا بد من بداية والبداية تعني لم شمل الفلسطينيين. أشير هنا الى أنه في الآونة الأخيرة جرت عدة زيارات حيث جاء الى الجزائر ممثلون عن الفصائل الفلسطينية وشخصيات وطنية فلسطينية، والجميع طرح وجهة نظره.
قوة السياسة الجزائرية تكمن في مبدأ واضح وهو الصراحة مع كل الأخوة. موقفنا دائما واضح دون لف أو دوران وهذا في كل الأماكن وفي كل الظروف، الأمر يجعل للجزائر مكانة خاصة واحترام من جانب الأخوان العرب وبالأخص من الأخوان الفلسطينيين. ما نطمح اليه هو أن نحقق نتيجة قبل القمة العربية أي لم شمل الصفوف الفلسطينية.
صعوبة الوضع في منطقة المغرب العربي والحرص على ليبيا: الوضع في المنطقة صعب للغاية بصراحة، خاصة وضع ليبيا. الوضع هناك غير سهل لكثرة التدخلات الأجنبية التي زادت وضع ليبيا تعقيدا. طالما استمرت التدخلات الأجنبية ونزعت القرار من يد الليبيين علينا أن نتوقع زيادة المشاكل.
كما رأينا فإن ما يسمى المجتمع الدولي كان يريد تنظيم انتخابات، ولكن لا أحد في الحقيقة يؤمن بهذه الانتخابات، لأن المشاكل في ليبيا سائدة وهي ليست بين طرفين إنما أكثر من طرفين أحيانا.
في هذا النزاع الليبي – الليبي تؤدي التدخلات الأجنبية الى اعاقة اخوتنا الليبيين ومنعهم من السير على طريق لم الشمل من اجل حل ليبي – ليبي. نحن في الجزائر ومن البداية لم يكن عندنا اختيار لطرف ليبي على حساب طرف آخر.
كل حل وأي حل يجب أن يكون ليبي. نحن مستعدون لأن نعطي لأخوتنا الليبيين كل الوسائل التي تمكنهم من لم الشمل في الجزائر أو في ليبيا أو في أي مكان آخر. لا بد من لم الشمل وكل الأطراف الليبية لا بد أن تشارك في الحل الليبي. لا يوجد طرف آخر هناك، لا يوجد إلا الليبيين وهم القادرون على إيجاد حل لمشاكلهم.
ليبيا في نظرنا ليست بلد عربي فقط، بل بلد جار لنا وبين الجزائر وليبيا أكثر من ألف كيلومتر والعلاقات بيننا علاقات أخوة وهي قديمة حيث ساهمت ليبيا في الثورة الجزائرية ولن ننسى أبدا ليبيا، لن ننسى دعم ليبيا لنا مع انها كانت بلد صغير وفقير ومن الطبيعي اليوم أن نساهم نحن في استقرار ليبيا كي ترجع ليبيا دولة مستقرة ومستقلة داخل ترابها كاملة.
استمرار التدخل الأجنبي في ليبيا يعني ان الوضع هو مغامرة جديدة ولا أحد يعرف ماذا سيقع في المستقبل. نحن نتمنى كل الخير لإخواننا في ليبيا ونساهم بكل الوسائل لكي تكون المساهمة إيجابية وتعطي نتائج للأخوة الليبيين.