من أطلق الرصاصة الأولى … تقطع يده إن سلم الرصاصة المجرمة

سمير القريوتي

أبتعد عن مهرجان النفاق والسحجات والتطبيل والتزمير السائرة وقائعه حاليا في فلسطين بعد جريمتي الصهيونية الغادرة، أولا بإطلاق رصاصة قناص مجرم بأمر من قادة الإحتلال النازيين على رأس الزميلة شيرين ابوعاقلة، ثم تعدي زعران شرطة الإحتلال على نعشها أُثناء تشييعها رغما عنهم وسط القدس مدينة كنعان العربية، وفي ظل العلم الفلسطيني الذي رفرف في القدس وأغاظهم لدرجة أفقدت هؤلاء صوابهم.

الآن تدور النقاشات والسجال والحوار على قضية التحقيق في جريمة الاغتيال عن سابق عمد وإصرار وبترصد واضح ومبرمج بمعنى الكلمة وانتشار المخاوف بالرغم من بساطة ما يسمى بالتحقيق.من يحقق جيش الإحتلال أم السلطة؟ كلاهما غير جدير بالتحقيق، لعدة أسباب مختلفة لن اخوض بها ولا تحتاج لشطارة، الجميع يعرفها وعلى رأسها ان الإحتلال مجرم وكذاب ولديه فرق كاملة للتزوير وخلط الحقائق والغش والنصب والاحتيال وهو يحتجز جثامين أبناء فلسطين كي يزيل منها كل آثار وحشيتهم التي قد تدين أعمال الإحتلال البهيمي وان عجز عن طمس الأدلة يدفن شهداء فلسطين ولا يسلم الجثامين لأهلهم إطلاقا.

من الجانب الفلسطيني يستعرض رجال السلطة بزيهم اللماع الأنيق أن الجانب الفلسطيني سوف وسوف وسوف، الله يلعن ابو كلمة سوف في مهدها، ولو تجردت القواعد اللغوية منها لكان ذلك في صالح الشعب العربي برمته، أن يقول مسؤول واحد كلمة ” لقد قمنا” و ” وبعد دراستنا للملف تأكد لنا”، لن يصدر عن واحد منهم مثل هذا النوع من التصريحات، لأنهم لن يفعلوا شيء.

أنا أعمل منذ زمن طويل في الصحافة المرئية، وعندما شاهدت المؤتمر الصحفي لمسؤول الطب العدلي في جامعة النجاح بنابلس وكيف تدخل وليد العمري لإنقاذه، لاحظت أن المسؤول كان في غاية الحرج ولم يرد على اي سؤال وكمن أرغم على الحديث امام العدسات وهو لا يريد، لأن الموضوع كان الرصاصة الإسرائيلية المجرمة كالعادة. ساعتها قلت ” راحت عليكي ” يا شيرين.

الزميل والصحافي الكبير زهير أندراوس كتب في موقع رأي اليوم، أن الولايات المتحدة الأميركية: “ستجبر السلطة الفلسطينية على تسليم ما تبقى من الرصاصة” طبعا لطمس التحقيق وتضييع الحقيقة إلى الأبد.

قتلة جيش الإحتلال يتسلون الآن ويتندرون كعادتهم وهذا جزء من ساديتهم، بعد أن وضعوا مزيدا من أقراص التخدير في الدفق الإعلامي العربي حول استشهاد ابو عاقلة مثل الفتاوى العاهرة ” بتحريم الترحم على شيرين” مع أن اي طفل في فلسطين يعلم جيدا ان اسرائيل ستقول عبر احد ناطقيها أنها تدعو لتحقيق مشترك وإن رفضت السلطة، سيقولون ولو كذبا كيف تعاونوا في التحقيق في ملف الصحافي والناشط نزار بنات الذي لم تتحمل اي جهة مسؤولية تعذيبه وقتله.

في اغتيال شيرين الجبان، لا توجد حاجة للتحقيقات وإن كان لا بد منها فليكون تحقيق خاص بدعاوى مدنية ترفع ضد إسرائيل، لأن المؤسسات الدولية التي يأمل البعض بها عاجزة عن فعل أي شيء. على المجتمع المدني والنشطاء الفلسطينيين المناضلين في كل مكان، العمل في كافة أنحاء العالم لإدانة اسرائيل.

في الختام أرسل لي البعض دعوة من سفارة فلسطين للتعزية بشيرين وهم وزعوها (لم تصلني منهم). المفترض أن الجاليات الفلسطينية في إيطاليا هي التي كان واجبها ” فتح سرادق العزاء لشيرين ” لأن شيرين هي الأبنة البارة للشعب الفلسطيني برمته. الجاليات الفلسطينية في إيطاليا مهترئة ولا حول لها ولا قوة وفقدت تاريخها المشرق الطويل حين كانت قادرة على إنزال مئات الاف الإيطاليين الى الشوارع واليوم تمزقها الخلافات بين مسؤول يظن نفسه ارنستو تشي غيفارا واخر يعتقد نفسه الخليفة الخامس للمسلمين وثالث يعقد مع حاله 15 مؤتمر صحفي في اليوم دون ان يستطيع الرد على سؤال واحد ويوزع خمسين شهادة تكريم ويدعي ان تنظيم داعش لاحقه لاغتياله ربما طمعا بحراسة من الأمن الإيطالي. نعم وصلنا لهذه المستويات.

لهذه الأسباب لن أذهب للتعزية، لأني لا احتمل مشاهدة من كان يسمي قناة الجزيرة بقناة الخنزيرة ، يقبل التعازي بشيرين، لن أذهب وأحدهم كان يردد وربما ما زال ” احنا من أطلق الرصاصة الأولى و ما بنتعلمش من (كناة) الجزيرة لا النضال ولا الثورة ” .

يا اخي العزيز تمسك بالرصاصة الأولى والله يبارك فيك، ولكن لا تسلم الرصاصة القاتلة واهتف مع الشعب الفلسطيني ” لتقطع اليد التي تسلم الرصاصة ” القاتلة للنازيين الجدد.

                  ******************

Rispondi

Inserisci i tuoi dati qui sotto o clicca su un'icona per effettuare l'accesso:

Logo di WordPress.com

Stai commentando usando il tuo account WordPress.com. Chiudi sessione /  Modifica )

Foto di Facebook

Stai commentando usando il tuo account Facebook. Chiudi sessione /  Modifica )

Connessione a %s...