سمير القريوتي – روما

النتيجة واضحة وضوح الشمس والقمر والنجوم والشهب أن ” الفرصة التاريخية ” التي سنحت للشعب الفلسطيني باعتراف صحف الإحتلال بجريمة قتل أطفال مقبرة الفلوجة ، في اخر ساعات عدوان 5 أغسطس 2022 وفشل محاولة تلبيس الجريمة للمقاومة ، قد تم إهدارها بكل الطرق وقبرها في مهدها لتحرم الشعب الفلسطيني من وسيلة فعالة لجرجرة جيش الإحتلال الخبير في إبادة أطفال فلسطين أمام المحاكم الجنائية الدولية.
لقد تكررت خطيئة قرار مجلس حقوق الإنسان في جنيف اثناء تقديم تقرير انتهاكات إسرائيل الفظيعة وموافقة السلطة على سحب التقرير ووضعه على الرف ومنعت ملاحقة اسرائيل، ولكن هذه المرة بطريقة عجيبة وغريبة ، لا ندري كيفية توصيفها ووصفها وأقصد بذلك ماقاله أبو مازن عن موضوع المحرقة اليهودية في برلين يوم بداية الحديث عن جريمة أطفال مقبرة الفلوجة .
لم تنشر صحيفة في العالم ولا فلسطين أولا ، كلمة واحدة عن توضيحات ايدعوت احرنوت حول جريمة اعدام سلاح طيران اسرائيل لأطفال المقبرة الخمسة واربعة منهم من نفس العائلة ، بل ان احدى صحف السلطة طبلت وزمرت لتصريحات ابو مازن عن الهولوكوست وكأنها معركة حطين في زمن نقص الطحين وحصار الصليبيين.
مكان الإشارة للمحرقة هذه مكان خاطيء لأن صحف العالم تناولت هذا الموضوع وتركت الأهم اي قتل اطفال فلسطين في العام 2022 وليس على أيام الهولوكوست اليهودي ولا الهولوكوست الأوروبي الذي نفذته النازية المجرمة بحق العديد من البشر.
ابو مازن كما عرفنا لا حقا لم يقل شيء بل ان عبارته كانت مجرد “فشة خلق ” وكل ما قاله ” طيب ما هم عملوا فينا 50 هولوكوست” .
من الصعب والمؤلم في نفس الوقت أ لا يطرح الفلسطيني مليون سؤال : مالداعي لأن يقول ابومازن عبارته هذه ؟ أين الناطق الإعلامي باسمه والمفترض ان يجلس على يمينه وأين كان سفيره في برلين ومن الذي أدار المؤتمر الصحفي بهذه الطريقة المستهجنة والصبيانية؟
كان على ابومازن أن يرفض بحزم الرد على سؤال فحواه هل تعتذر عن قيام المسلحين الفلسطينيين بمجزرة ميونيخ؟
كان على مساعده ان ينتقل الى سؤال ثاني في موضوع اخر او يرد بدبلوماسية ولباقة لتجنيب الرئيس حرج الموقف فالمؤتمر الصحفي ليس في المقاطعة ولا في بيت لحم ولا في عمان، انه في برلين عاصمة ألمانيا والحساسة جدا في هذا الموضوع.
نحن نعود الى سؤال أساسي : من يتحمل ذنب “حفلة التخبيص ” هذه التي أطلقوا عليها اسم مؤتمر صحفي وماعلاقة زيارة سيادته بموضوع الهولوكوست واضطهاد ألمانيا لليهود مع أن ألمانيا لعنت “ابونا احنا ” عندما اضطهدتم .
أين وزير الخارجية المغوار الذي أعد بيانا جاهزا يذيعه بتغيير اليوم والتاريخ والساعة ، يبدأ وينتهي بعبارة ممجوجة فحواها ” وتطالب وزارة الخارجية الفلسطينية المجتمع الدولي …. الخ ” وأين فطاحل الإعلام الذي يتقاضى الواحد منهم مرتب شيخ خليجي في دولة نفطية ويتلفظ بتصريح مقتضب كل عشرة سنين مرة يبدأه … نحن نحذر …و يختمه دائما … ونحذر مرة اخرى .. وبس.
لم نشاهد واحدا منهم لا في حماية الرئيس من هذا الحرج السياسي الدبلوماسي وسط برلين وغضب مستشار ألمانيا على ابو مازن والذي سيدفع الشعب الفلسطيني ثمنه خاصة نحن المقيمين في اوروبا حيث يزحف اليمين في كل مكان ، والذي سيغسل ذنوبه تجاه اسرائيل ويفش خلقه ” بفلسطين والحركة التضامنية معها ” لحظة وصوله الى الحكم في اوروبا التي تتجه بلدانها الى انتخابات ومنها إيطاليا.
أنا على اتصال شبه يومي بألمانيا والله يكون بعون اخواننا الفلسطينيين والعرب هناك أمام هذا الواقع المر ، ولكن الأمل يبقى قويا بتجاوز هذه العقبة وأود الختام بعبارة يستخدمها كثيرا سحيجة السلطة مع تعديلها تعديلا طفيفا:
” نستطيع ولن تعجزنا قوة الإحتلال والعنصرية ولا سطوة البلهاء والكندرجية البلطجية وزعران النصبجية ، بمسؤولية وطنية وحضارية إحدى وعشرين قرنية …الدعوة الى ضرورة التصدي لهذه الكارثة التي تكاد أن تقضي على شعبنا الصابر والعمل على إيقاف هذه المهزلة السمجة ” .